تخيل أنك كتبت مقالًا رائعًا… مليئًا بالمعلومات، منسقًا بعناية، ومليئاً بالحجج المقنعة.
لكن بعد النشر؟
– لا أحد قرأه.
– أو قرأوه… ولم يتفاعلوا.
– أو تفاعلوا… ولم يشتروا.
"يعني فين المشكلة؟!"
الإجابة ببساطة:
أنت لم تكتب محتوى نفسيًا.
أنت قدّمت معلومات، لكنك لم تمس المشاعر. لم تخترق العقل اللاواعي. لم تُحرّك سلوكًا لم تقم ب بناء محتوى تسويقي نفسي.
في هذا المقال، سنخطوا سويًا خطوات نحو بناء محتوى تسويقي نفسي، يجمع بين الإقناع والمنطق، ويلمس القلب.
لأن الناس لا تشتري المنتجات… بل تشتري المشاعر المرتبطة بها.
العميل لا يريد دورة تدريبية في التسويق…
هو يريد أن يشعر بالثقة في مستقبله المهني.
الزبون لا يشتري منتج عناية بالبشرة…
بل يشتري إحساسًا بالجمال والقبول الاجتماعي.
بناء محتوى تسويقي نفسي يضمن أن المحتوى ليس مجرد "شرح"، بل "رحلة شعورية" يمر بها القارئ.
ابدا مشروعك الأن
واحدة من الشركات الرائدة في تقديم الاستشارات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والحلول
الخطوة 1في بناء محتوى تسويقي نفسي: ابدأ بفهم الدافع النفسي للجمهور
قبل أن تبدأ في كتابة اي شيء، اسأل نفسك:
– لماذا يهتم هذا الشخص بهذا الموضوع؟
– ما الخوف الكامن عنده؟
– ما الرغبة التي يحلم بتحقيقها؟
– ما الصورة الذهنية التي يريد الوصول إليها؟
مثال تطبيقي عن بناء محتوى تسويقي نفسي
إن كنت تروّج لبرنامج فقدان وزن، لا تبدأ بـ:
"هذا البرنامج يحتوي على خطة غذائية متكاملة."
بل ابدأ بـ:
"هل مللت من الإحساس بالإحباط كلما نظرت في المرآة؟"
فرق بسيط… لكنه يحوّل الكلام من "معلومة" إلى "مرآة نفسية".
الخطوة 2: استخدم هيكلًا نفسيًا للمحتوي
أي محتوى تسويقي نفسي يجب أن يتبع "قوسًا شعوريًا"، وليس مجرد ترتيب منطقي.
جرّب هذا الترتيب:
- الإثارة: جملة افتتاحية تثير فضول القارئ أو تحفّز شعورًا قويًا
- التعاطف: أظهر أنك تفهم مشكلته أو معاناته
- الوعد: وضّح أنك تملك حلًا فعّالًا
- الدليل: قدّم إثباتات وتجارب
- الدعوة: شجّعه على اتخاذ الخطوة التالية
ابدا مشروعك الأن
واحدة من الشركات الرائدة في تقديم الاستشارات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والحلول
الخطوة 3: حفّز المخ البشري الثلاثي
علم الأعصاب يقول إن لدينا 3 مراكز اتخاذ قرار:
- العقل الغريزي: يبحث عن البقاء والأمان
- العقل العاطفي: يتحرك بالإحساس والمشاعر
- العقل المنطقي: يبحث عن الحجج والأرقام
لبناء محتوى تسويقي نفسي فعّال:
– خاطب الغريزة بالخطر أو الفرصة النادرة
– خاطب العاطفة بالصور والقصص والأحاسيس
– خاطب المنطق بالإحصائيات والتجارب والدليل
الخطوة 4: لا تشرح فقط… احكِ قصة
القصة أقوى أداة نفسية في المحتوى التسويقي.
لماذا؟ لأنها:
– تخفف من مقاومة القارئ
– تخلق تعاطفًا
– تجعل المعلومة تُحفظ في الذاكرة
بدل من أن تقول:
"خدمتنا زادت من مبيعات العملاء بنسبة 40%."
قُل:
"آية، صاحبة متجر صغير للمنتجات الطبيعية، كانت تحس أن شغلها مش باين وسط الزحمة. بعد ما استخدمت خدمتنا، بدأت تتلقى طلبات يوميًا من غير ما تعمل إعلانات إضافية!"
"الزبون يحب يسمع حكاية… مش يسمع أوامر."
الخطوة 5: اهتم بالكلمات التي تحمل شحنة عاطفية
في بناء محتوى تسويقي نفسي، الكلمات ليست أدوات لغوية… بل مفاتيح مشاعر.
استخدم كلمات مثل:
– تكتشف، تتجرأ، تشعر، تحرّر، تلمع، تُبهِر، تُغيّر، تستعيد
وتجنّب العبارات الباردة مثل:
– يتضمن، يحتوي، يساعد، يدير، يُحسِّن
القاعدة:
كل كلمة يجب أن تفتح بابًا داخل القارئ… لا مجرد خانة في رأسه.
الخطوة 6: اربط بين رغبة العميل وهوية المنتج
المنتج الجيد لا يُباع فقط بوظيفته… بل بشخصيته.
اجعل منتجك أو خدمتك "يتبنّى" موقفًا نفسيًا يحبه العميل.
مثال:
– منتج للشعر: يدعم الثقة بالنفس
– تطبيق للمهام: يدعم الحرية من التوتر
– خدمة تعليمية: تدعم الشغف والنمو
اسأل نفسك:
"لو المنتج ده كان شخص… كان هيقول إيه؟"
الخطوة 7: اختم بنداء نفسي لا تسويقي فقط
بدل من أن تقول:
"اشترِ الآن"
قل:
"ابدأ التغيير اللي كنت مأجّله بقالك كتير."
بدل "سجّل في الدورة"
قل:
"استثمر في حلمك… مش في كورس."
بهذه الطريقة، تجعل العميل يشعر أن القرار ليس مجرد عملية شراء… بل خطوة نفسية مهمة في حياته.
أمثلة لحملات نجحت بسبب المحتوى النفسي
- Mailchimp: استخدموا نبرة مرحة لتقليل رهبة استخدام أدوات التسويق
- Basecamp: خاطبوا مديري المشاريع بالإرهاق والضغط، وقدّموا الحل بلغة "ارتاح… وسّع بالك"
- Calendly: محتواهم يركّز على استعادة السيطرة على وقتك، وليس فقط "تنظيم المواعيد"
كلها نماذج ذكية لفن بناء محتوى تسويقي نفسي يحوّل الأدوات إلى "أصدقاء فهموك".
إقرأ أيضا :قصص نجاح في التسويق النفسي ز من نفس السلسلة
خلاصة المقال
بناء محتوى تسويقي نفسي ليس مجرد سرد لمعلومات بل فهم عميق لنفسية الزبون، وربطها بسرد ذكي، وصياغة مشاعر، وتقنيات إقناع إنساني.
لا تكتب لتشرح فقط…
اكتب لتُغيّر.
اكتب لتُحرّك.
اكتب لتبني علاقة طويلة الأمد، تبدأ بكلمة… وتنتهي بولاء.
ابدا مشروعك الأن
واحدة من الشركات الرائدة في تقديم الاستشارات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والحلول