حملات التسويق الذكية ما بتبدأش بميزانية ضخمة… بتبدأ بلحظة، زي إنك تضغط “سماح” لإشعارات موقع وإنت مش مركز.
كنت بفتح موقع عشان أقرأ خبر، وفجأة طلع لي إشعار:
هل تسمح للموقع بإرسال إشعارات؟
ضغطت “سماح” من غير تفكير.
بعدها بيوم، لقيت إعلان لمنتج كنت باتكلم عنه في مكالمة!
السؤال: همّ عرفوا منين؟
الإجابة ببساطة: منك.
من اختياراتك اليومية اللي ممكن تفتكر إنها “تفاهة” أو “ما تفرقش”، لكنها في عالم التسويق الرقمي = بيانات ذهبية.
✅ تعرّف أكثر على كيف تستخدم المواقع إشعارات المتصفح لاستهدافك إعلانياً
في المقال ده، هنوقف عند اللحظات الصغيرة اللي بتبني عليها الشركات حملات تسويقية دقيقة وفعّالة.
إزاي أفعالك الرقمية العفوية بتتحول لخريطة واضحة عن اهتماماتك؟
وإزاي تقدر، كصاحب مشروع أو مسوّق، تستغل نفس المنطق لبناء حملات ناجحة توصل لعملائك في الوقت والمكان الصح؟
من ضمن حملات التسويق : القسم الأول: زر السماح… بوابتك لعالم التسويق الخفي
زر “السماح بالإشعارات” مش مجرد اختيار عابر. بل “إذن دائم” لدخول رسائل تسويقية إلى هاتفك.بمجرد الضغط عليه، تبدأ الشركات في إرسال العروض، التذكيرات، والمحتوى المخصص لك.لكن خلف هذه الرسائل، هناك خوارزميات تفهم:
- متى تقرأ الإشعار
- هل ضغطت عليه
- أي نوع من المحتوى يجذبك
وبالتالي، يتحول مجرد “نعم” إلى بوابة لاستراتيجية كاملة اسمها: التسويق بالاستئذان (Permission Marketing).
القسم الثاني: الكوكيز – الموافقة التي ترسم شخصيتك التسويقية
كل مرة تضغط “أوافق على الكوكيز”، فأنت تسمح بتتبع سلوكك ،عبر الموقع وربما خارجه.
لكن هل تعلم أن هذه الكوكيز قادرة على:
- تتبع الصفحات التي زرتها
- الوقت الذي قضيته في كل قسم
- المنتجات التي أضفتها للسلة ولم تشترِها
- تفضيلاتك في اللغة، السعر، وحتى الألوان
ومع كل جلسة تصفح، يتكوّن ملف رقمي لشخصيتك كمستهلك، يُستخدم لاحقًا في الحملات الترويجية.
القسم الثالث: تفضيلات لحظية… تأثيرها مستمر لأيام
هل بحثت يومًا عن “مقارنة بين موبايلين”، ثم لاحظت أن مواقع كثيرة بدأت تعرض لك عروض شراء لهاتف معين؟
السبب بسيط:
ما تبحث عنه الآن، يترجمه النظام على أنه نية شراء محتملة.وبناء عليه، تُطلق حملة “Remarketing” تستهدفك بإعلانات متكررة لنفس المنتج، من متاجر مختلفة.
يعني أنت اللي قررت… بس مش لوحدك.
القسم الرابع: كيف تستخدم الشركات هذه البيانات؟
الشركات اليوم لا تسوّق بشكل عشوائي. وإنما تعتمد على سلوكك اللحظي في بناء حملة كاملة.
– لو قضيت أكثر من دقيقتين على منتج معين؟ يتم تصنيفك كمهتم.
– لو شاهدت فيديو لنهايته؟ يُعرض عليك محتوى مشابه تلقائيًا.
– لو تجاهلت إعلانًا؟ يُستبدل بإعلان آخر بناءً على التفضيلات الجديدة.
كل هذه البيانات تُجمع في أنظمة تحليل تُدعى:
CDP (منصات بيانات العملاء)
DMP (منصات إدارة البيانات)
وهي التي تصنع الفارق بين حملة “بتصيب” وحملة “بتعدّي”.
القسم الخامس: كصاحب عمل… كيف تستفيد من فهم قرارات عملائك؟
تابع سلوك الزوار على موقعك:
كم ثانية يقضيها العميل في كل صفحة؟
ما المنتجات التي يضيفها للسلة ولا يشتريها؟
هذة البيانات هي كنزك .
فعّل أدوات الـ Retargeting:
اجعل الإعلانات تطارد الزوار الذين زاروا موقعك ولم يشتروا.
Google وFacebook يوفّرون الأدوات اللازمة لذلك ببساطة.
ابنِ محتوى يعتمد على سلوك العميل:
لو الزبون دايمًا بيقرأ مقالات عن “الهواتف الاقتصادية”، قدّم له عرضًا مباشرًا لهاتف من الفئة دي.
اجمع البيانات باحترام وشفافية:
اطلب الإذن، واشرح لماذا تجمع البيانات، وكيف ستُستخدم.
الشفافية تبني الثقة، والثقة تصنع الولاء.
حملات التسويق لا تُبنى صدفة: كيف تشكّل قراراتك الرقمية اليومية استراتيجيات الإعلانات؟
قد تضغط زرًا واحدًا الآن وتنساه في لحظته ،لكن في عالم التسويق، هذا الزر يُصبح إشارة،وكل إشارة تُخزن، تُحلل، وتُستخدم لخلق تجربة تسويقية “مخصصة لك أنت وحدك”.
إذا كنت مستخدمًا عاديًا: كن واعيًا بقراراتك الرقمية،وإذا كنت صاحب عمل، لا تضيّع تلك اللحظات الذهبية التي تكشف لك نية عميلك وتُقرّبك منه.
القرارات الآلية مقابل القرارات الواعية: هل نحن فعلاً من يختار؟
في وسط هذا الكم من الإشعارات والتنبيهات، أصبحت قراراتنا رقمية بحتة.لكن هل ما نفعله “اختيار واعٍ”؟ أم مجرد استجابة تلقائية لنظام صُمم ليجعلنا نختار دون أن نفكر؟
أنت توافق على الكوكيز لأن الزر واضح وكبير.وترفض الاغلاق لأن زر “إغلاق” النافذة رمادي وصغير بالكاد يُرى.
هذه تصميمات اسمها Dark Patterns، وهي أدوات خفية في تصميم تجربة المستخدم تهدف لدفعك لاتخاذ قرار معيّن.
كلما كنت أكثر وعيًا، كلما قلت فرص التلاعب بك.
مقارنة سريعة: كيف كانت الحملات التسويقية قبل القرارات الرقمية وبعدها؟
البيانات كانت مسح للسوق، استبيانات، تجريب والان اصبحت سلوك لحظي، تتبع مباشر
توقيت الإعلان كان عشوائيا ، والان اصبح مخصصا حسب نشاط العميل
نوع الإعلان كان عاماً لكل الجمهور ، والان اصبح شخصيا مبنيا على الاهتمامات
رد الفعل كان غير معروف ، والان اصبح يُقاس لحظيًا (نقرة، مشاهدة، تفاعل)
هذا التحوّل لم يكن ممكنًا إلا بسبب “قرارات صغيرة” يتخذها المستخدم في كل تفاعل.
نصائح ختامية للمستخدمين العاديين: كيف تتحكم في بياناتك؟
راجع إعدادات الخصوصية في حساباتك ،لا تضغط “سماح” تلقائيًا – خذ ثانية للتفكير،استخدم إضافات منع التتبع في متصفحك،
امسح الكوكيز دوريًا من إعدادات المتصفح،اقرأ سياسة الخصوصية إن أمكن (أو على الأقل ملخصها)
جاهز ل بدء مشروعك ؟